يا ليلة في الدهر جل مقامها .. نور عليك يفوق نور ذكاء
يا ليلة فيها فضائل أينعت .. لنبينا ذي الرتبة العلياء
يا ليلة صارت لأمة احمد .. عيدا تجدده يد العظماء
وفى نفس القصيدة امتدح النبي واصفا:
نعم اليتيم كلؤلؤ في يتمه .. واليتم كونك فاقد النظراء
كلأتك عيني الله دون أبوه .. وأمومة تحنو ودون ثراء
وإذا العناية لاحظتك عيونها .. نم فالمخاوف عنك في إغضاء
أما عن السياسة فقد كان لها نصيبا وافرا في أشعار الشيخ، وفي ذكرى وفاة «سعد زغلول» الثامنة أنشد، قائلا:
مهما على الشعب سوط الظلم يشتد .. لا يجبن الشعب عن ذكراك يا سعد
ذكرى تمر بوادي النيل تصرعه .. يشيب من هولها في مهده الولد
وفي بداية ثورة يونيو 1952، أنشد الشعراوي مادحًا عبد الحكيم عامر:
عبد الحكيم الفتى من مثله همما.. فلن يوفيه المهزول من أدبي
أستسمح الآن شوقيا لانشده .. يا خالد النيل جدد خالد العرب
عبد الحكيم تولى الله غايتكم .. يا صاحب الظفر المحتوم إن تثب
ولم ينسى أن يوجه النصح إلي الأمة العربية والإسلامية في شعره بان تظل يدا واحدة، قائلا:
الشرق شرق فلا انفكت أواصره .. والغرب غرب فلا يغررك بالخلبِ
فقل لساسة «أمريطانيا» اعتدلوا .. فقد عرفنا خبئ المكر في الجعبِ
وقد حلمنا قديما كي نبينكم .. حقيقة سفرت عريانة الحجبِ
واليوم غضبة أحرار وليس لها .. من هدنة أو يعود السيف بالأربِ
وعن ما حدث لأهل البوسنة والهرسك من مجازر:
يا أمة الإسلام عرضك يكلم .. وإذا استكنت ولن يكون سنعدم
لا يستنيمك أن ربك حافظ .. فالحفظ للقرآن ليس لأنتم
وشهادة التاريخ فيما قد مضى .. ستظل ابلغ حجة تتكلم
منا الذي صرع التتار ولم يزل .. فينا صلاح الدين، يا قوم افهموا
وقال في رثاء أمير الشعراء أحمد شوقي:
في ذمة الله أمير الشعراء
وحارس الفصحى ووحي النثر
وعن جمال المرأة وسطوته، قال محذرًا:
سبحان من خلق الجمال والانهزام لسطوته
ولذلك يأمرنا بغض الطرف عنه لرحمته
من شاء يطلبه فلا إلا بطهر شريعته
وبذا يدوم له التمتع هاهنا وبجنته
في عام 1997، تم منح الشيخ الشعراوي حائزة دبي الدولية للقران الكريم، بصفته شخصية العام الإسلامية، وقد كان بينه وبين الشيخ محمد بن راشد، ولى عهد دبي ووزير الدفاع بدولة المارات، محاورة شعرية، وقد قال الشعراوي معبرًا عن امتنانه لما لاقاه من حفاوة بالغة:
فدبي لؤلؤة الخليج .. وريحها كأريج ورد
ودبي أمنية الغريب .. يعيش فيها «الويك اند»
فرد عليه الشيخ محمد بن راشد:
يا كم تمنيت الصبا .. لو يشترى بمال وعدد
إن كان بشرى لشيخنا .. أعوام في عمري جدد
ويكون بعيون الشباب .. يشوف حسن منفر